صدر للدكتور يوسف الكلام، عن دار صفحات الجزء الثالث من سلسلة مدخل إلى الدراسة اليهودية، تحت عنوان:
مقارنات بين اليهودية والإسلام
تراث اليهودية وأهميته في التفسير
آيات الصيام أنموذجا
جاء في مقدمة الكتاب:
يعلم الباحثون في العلوم الإسلامية أن كتاب الله تعرض لقضايا كثيرة تهم مجال الإنسان في علاقته بالله خالقه وفي علاقته بينه وبين أخيه الإنسان وفي علاقته مع الكون والطبيعة المحيطين به، فبالإضافة إلى الأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية، أشار كتاب الله إلى الأمم السابقة وتاريخها، وحكى لنا أخبارهم مع أنبيائهم، وأمرنا بأخذ العبرة من قصصهم.
إن علم الأديان ودراسته، يمكن الباحث المسلم من فهم عديد من الآيات الواردة في كتاب الله العزيز، خصوصا إذا علما أن هذا العلم بات اليوم يعتمد على مناهج علمية دقيقة، وأسس معرفية مضبوطة، تستخدم في دراسة الأديان وتعتمد البحث اللغوي والتاريخي والجغرافي والأثري. وقد كانت لهذه البحوث نتائج مهمة بشأن النصوص الدينية المقدسة عند اليهود والمسيحين، خصوصا بعد اكتشاف مخطوطات وادي قمران بالنسبة لأسفار العهد القديم، ومخطوطات نجع حمادي بالنسبة لأسفار العهد الجديد، وقد كانت عديم من هذه النتائج موافقا لكثير مما ذكره القرآن. وقرره من الحقائق بخصوص أهل الكتاب؛ كالقول بعدم صلب المسيح، وكقوله بالتريف مع الاعتراف بالأصل الإلهي لهذه الكتب وتأكيده على أن التحريف لم يكن دائما مقرونا بسوء النية، بل إن من أنواعه أيضا الكتمان، والإخفاء والنسيان، والإهمال وغيرها من الأنواع المذكورة في القرآن.
وسنقتصر في هذا البحث على بيان أهمية العلم بتراث اليهودية في تفسير بعض آي القرآن، واخترانا الصيام عند اليهود، لنختم بحثنا في عرض ما رأيناه تفسيرا مناسبا لها، وبالله التوفيق.
0 تعليقات