صدر حديثا: الفلاحة في تاريخ المغرب

كلمة السيد العميد بالنيابة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية
ظهر المهراز - فاس -
   يسعدني أن تسهم شعبة التاريخ في الحركية العلمية التي تعرفها الكلية سنويا، إلى جانب نظيراتها في اللغات والآداب والعلوم الإنسانية، وتحقيق الإشعاع الثقافي الذي ترومه جميع فعاليات المؤسسة العتيدة. 
   وجاء صدور هذا الكتاب الموسوم ب "الفلاحة في تاريخ المغرب" دسما من عدة جوانب:
    1. كون الكتاب ثمرة علمية تشاركية، دعت إليها شعبة التاريخ واستجاب لها كل من مختبر البيبليوغرافيا التحليلية والتوثيق للتراث المغاربي محليا، والجمعية المغربية للبحث العلمي وطنيا، مما كان له أكبر الأثر في غنى البحوث المقدمة وتعدد المشارب والمقاربات.
    2. كونه عصارة أشغال ندوة علمية وطنية نظمتها الشعبة يومي 9-10 دجنبر 2015، التي عرفت حضورا علميا لافتاء، من عدة جامعات مغربية، كما عرفت إقبالا طلابيا كبيرا، نظرا لأهمية الموضوع ولاستعراض تجارب وعرض خبرات سابقة.
    3. کون الكتاب تكريما لأحد رموز شعبة التاريخ : الأستاذ أحمد مزيان، تجسيدا لثقافة الاعتراف بالفضل لذويه، وترسيخا لسنة حميدة، لا تزيدها الأيام إلا تكريسا وتثبيتا.
    هنيئا لشعبة التاريخ والجمعية المغربية للبحث التاريخي بهذا الإنجاز الذي ينضاف إلى سلسلة منشوراتهما ويسهم في الذاكرة الجماعية للشعبة والكلية والجامعة والجمعية على حد سواء.
   وشكرا للسادة الأساتذة أعضاء مكتب الجمعية والسادة الأساتذة بشعبة التاريخ على جهودهم وتضحياتهم وفي مقدمتهم السيد رئيس الجمعية الأستاذ عثمان المنصوري ورئيس الشعبة الأستاذ الصديق محمد اليزيدي.
والله الموفق
الأستاذ عبد الإله بنمليح فاس في 26 دجنبر 2018
العميد بالنيابة
كلمة السيد رئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي
   يسعدني أن أقدم إلى القراء والمهتمين بتاريخ المغرب هذا الكتاب الذي يتطرق إلى موضوع على غاية كبيرة من الأهمية وهو: الفلاحة في تاريخ المغرب، والذي يتضمن أشغال الندوة العلمية الهامة التي نظمتها شعب التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. ظهر المهراز بفاس، بشراكة مع مختبر البيبليوغرافيا التحليلية والتوثيق للتراث المغاربي بنفس الكلية، ومع الجمعية المغربية للبحث التاريخي.
   تأتي أهمية هذا الموضوع، من حاجة الباحثين على هذه الأعمال التي تعزز حقل البحث في تاريخ المغرب الاقتصادي، وهو من أفقر الحقول من حيث الاهتمام من لدن الباحثين، ويرجع هذا الفقر إلى صعوبة البحث في مجال لا تتوفر فيه على مصادر تشفي غليل الباحث، ولا تقدم له إلا النزر اليسير جدا من الأرقام والمعلومات التي يمكن أن تساعده في إنجاز أبحاث في مستوى تطلعاته عن الأحوال الاقتصادية للمغرب خلال مختلف حقبة التاريخية. ولذلك فإن كل مجهود يتم في هذا المجال، هو لبنة تسد فراغا كبيرا، ولن تجد سوى الترحيب الشديد من لدن المهتمين بهذا التخصص الصعب والمشتغلين فيه.
   والفلاحة على الخصوص، تأتي في مقدمة النشاطات الاقتصادية التي زاولها الإنسان المغربي في كل الفترات التاريخية، ما بعد منها وما قرب، وفي كل جهات البلاد. بل هي من أقدم هذه النشاطات، وأهمها تأثيرا في المجال والمجتمع والعلاقات بين السكان، وبين الدول المتعاقبة على حكم المغرب، والأمم التي ربطتها به علاقات تجارية ، كما أنها أثرت على الفكر والذهنية والتراث الشفوي للمغاربة، وعلى نمط حياتهم، من حرف و لباس ومسکن وأغذية وأدوية ومعتقدات وغيرها. ولذلك فإنني أهنئ المنظمين على هذا الاختيار الصائب، وعلى جرأتهم على اقتحام هذا الموضوع على الرغم من صعوبته، وأهنئ المشاركين فيه الذين أثروه بأبحاثهم القيمة.
   ومن دواعي سروري الشديد، أن المنظمين اختاروا أن تكون هذه الأعمال تكريما وإهداء إلى زميل عزيز وأستاذ وباحث متميز وهو الأستاذ أحمد مزيان، الذي يعتبر من الرعيل الأول من الأساتذة الذين التحقوا بشعبة التاريخ بكلية الآداب ظهر المهراز، وعمل على مدى سنوات طويلة في تدريس التاريخ وتكوين العديد من الطلبة والمساهمة في تطور عمل الشعية، وإحلالها المكانة اللائقة التي وصلت إليها اليوم، بتفان وإخلاص وتواضع، كما يعتبر من أعضاء الجمعية النشيطين، الذين رافقوا مسيرتها منذ التسعينيات من القرن الماضي، وعرف لدى الجميع أولا کباحث متخصص في المجتمع الواحي بالمغرب في الفترة المعاصرة، وبدراسته المتميزة عن مدينة فجيج، كما عرف بشخصيته الوازنة الهادئة التي تجمع بين دماثة الأخلاق، والطيبة وحسن المعاملة والقدرة على التواصل، والحضور المفيد، ومساهمته الفعالة في مختلف الأنشطة التي تنظمها الجمعية، وخاصة أيامها الوطنية، ولذلك بادرت الجمعية بحماس وابتهاج إلى المشاركة في تكريمه، وتشرفت بنشر هذه الأعمال المهداة إليه من زملائه الباحثين، تزكية ودعما لهذه المبادرات الطيبة الرامية إلى ترسيخ قيم التقدير والعرفان للزملاء الذين أبلوا البلاء الحسن في عملهم وفي علاقاتهم بباقي الزملاء، وخلفوا وراءهم سيرة عطرة خلال مسيرتهم سواء في العمل بالكلية أو العضوية بالجمعية
من خصائص هذا العمل أنه ثمرة شراكة ناجحة، عمل زميلنا الأستاذ محمد اليزيدي على ترسيخها بين الجمعية المغربية للبحث التاريخي، وكلية الآداب ظهر المهراز، ممثلة بالأستاذ العميد عبد الإله بنمليح، وشعبة التاريخ ومختبر البيبليوغرافيا التحليلية والتوثيق للتراث المغاربي. وهو نموذج للمبادرات الطيبة الصالحة والمفيدة التي تطمح الجمعية دائما إلى القيام بها ودعمها.
   لقد عملت الجمعية بكل مكوناتها من أجل أن يرى هذا العمل النور، في تفان وحماس ونكران الذات، والفضل يعود في ذلك إلى أعضاء المكتب، وبالخصوص الأساتذة محمد اليزيدي وحميد تيتاو وعيد المالك ناصري ومحمد ياسر الهلالي، فإليهم جميعا أوجه الشكر والتقدير ودعواتي بالمزيد من التوفيق.
د. عثمان المنصوري
تقديم
   يعتبر هذا الكتاب ثمرة عمل تشاركي بين شعبة التاريخ ومختبر البيبليوغرافيا التحليلية والتوثيق للتراث المغاربي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز - فاس، والجمعية المغربية للبحث التاريخي، جريا على عادة دأبت الشعبية على تأصيلها من خلال تكريس ثقافة العرفان لذوي الفضل عليها في إشارة دالة على البعد الإنساني بين مختلف الأجيال المتعاقبة على خدمة الشعبة. ويمثل تكريم الأستاذ أحمد مزيان حلقة ضمن سلسلة من حلقات الاحتفاء، أقدمت عليها الشعبة من خلال تكريم المرحوم الأستاذ أحمد البوزيدي في ندوة "الأسواق في تاريخ المغرب"، وتكريم الأستاذ هاشم العلوي القاسمي في ندوة "الأمن في تاريخ المغرب" مؤخرا.
   ينتمي الأستاذ المكرم إلى الجيل الأول من الأساتذة الذين أسهموا في بناء شعبة التاريخ، تدريسا وتأطيرا وإدارة؛ حيث ترأس الشعبة قرابة تسع سنوات. أما بخصوص تجربته في البحث التاريخي؛ فالأستاذ يعتبر من الباحثين المتخصصين في دراسة تاريخ الواحات المغربية، وأفرد لذلك العديد من الدراسات أهمها أطروحته المرجعية الموسومة ب"فجيج: مساهمة في دراسة المجتمع الواحي المغربي خلال القرن 19". كما يعتبر من أعضاء الجمعية النشيطين والمواكبين لأنشطتها، وبالأخص أيامها الوطنية.
   والكتاب الذي تنشره الجمعية اليوم، هو مجموع الأبحاث التي قدمت خلال ندوة "الفلاحة في تاريخ المغرب" التي نظمت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز - فاس يومي 09-10 دجنبر 2015، وفيها أسهم ثلة من الباحثين بأعمال رامت مدارسة موضوع الندوة، وفق مقاربات غايتها تقديم إضافة نوعية، وتحقيق تراكم يضاف إلى المنجز في حقل التأريخ للفلاحة المغربية.
وفي الختام، أود أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لكل من الأستاذ عبد الإله بنمليح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز - فاس، والأستاذ عثمان المنصوري رئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي على عظيم اهتمامهما بهذا العمل، وتتبعهما لجميع مراحل إنجازه من انعقاد الندوة إلى أن صار كتابا. ولا تفوتني الفرصة دون تقديم الشكر الجميع السادة الأساتذة الذين شاركوا في هذا العمل، وكذا للإخوة الأساتذة في مكتب جمعيتنا الذين قاموا بمراجعته، وسهروا على تصويبه وتوضيبه حتى يستوي على عوده.
   أتمنى أن يحظى هذا العمل بقبول الباحثين، واستحسان الأستاذ أحمد مزيان الذي نطلب من الله أن يمد في عمره ومتعه بالصحة والعافية.
د. محمد اليزيدي
0 تعليقات